السبت، 29 أكتوبر 2011

+ خيانتي المشروعة .. +

خيانتي المشروعة ..
لا اعلم من أين أبدا حديثي معكم أيها الأحباء فأنني ارغب اليوم فى أن أفشى سرا

انزلق لأعماق ضميري ووارته مقتضيات وتراكمات هذا العالم المنظور الذي نعيش فيه .. 
عفوا ندعى الحياة فيه والانتماء له .
فقد تعلمت منذ نعومة أظافري اننى نتاج لقصة حب عجيب اظهر وأعلن فيها المحب

إمكانيات وقدرات جبارة في الاحتمال للألم والخزي
رغم كونه ملكا ترتجف له العروش العلوية والسفلية 
إزاء طرفة عين من عيونه ورغم هذا المجد..
اذ به يتنازل متخذا صورة عبد مزدرى محتلا مكانى ليطّبق عليه عقاب 
انا بالحقيقة مستحقه ألا وهو الموت المقيت المصحوب بالعار .. 
ولم يكتفى باحتلال مكانى فقط بل أضاف هو إليه رحلة من الآلام المبرحة 
(سواء كانت نفسيه او جسدية)
إمعانا في إبراز حبه العجيب واللامتناهى
 
كنت أتفاخر وأتباهى اننى امتلك محبة هذا الملك الكريم

وفى بعض الأوضاع كنت أتعالى بها على غيري
فهذه محبة جبارة لا يستطيع أحدا مهما كانت قدراته العاطفية
أن يجوز فيها زراعا واحدا .. 
وكثيرا كنت أجد نفسي أسيرا لتلك المحبة الغامرة ..
وأحاول أن اقترب إليه أكثر فأكثر.
ولكن لوضاعة طموحاتي الدنيوية فى عالم لا يحكمه سوى المادة .. 

والتسلط .. والانقياد الدائم للتمركز حول الذات 
وجدت نفسي ودون إدراك لما يحدث .. 
كما لو كنت مغيبا .. 
مسلوب الإرادة أتخلى عن هذا الحب وهذه التضحية تدريجيا 
وفى كل مرة كانت تظهر المسببات والأسباب المقنّعة والمقنعة أيضا
فتارة تأتى تحت مسميات ضخمه كالذكاء الاجتماعي والقدرة على التكيف 
إثبات الذات النجاح الباهر التوافق مع مقتضيات الأمور .... الخ 
وتارة تأتى تحت بند احتياجات الجسد والحياة الطبيعية .. 
وتارة وتارة وتارة ......ولا تنتهى دوامة المسببات
إلى أن وجدت نفسى أخون هذه المحبة وأنْحيها جانبا 

حتى لا تؤثر على نجاحتى المزيفة والوقتية وقدراتى الدنيوية 
ووجدت لسان حالي يتحدث ويناقش ويجادل حول هذه المحبة
تارة مدافعا عنها وتارة يحاول إقناع غيره بها 
(مدعياً معرفتها واختبارها) 
في الوقت الذى ابتعد عنها الكثير والكثير .
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل توهمت اننى قادر على جذب نفوس له 

بالكلمات المزينة الجافة والتى لا روح فيها والمبنية على القراءات المنقولة والمحفوظة 
اعترف اننى كنت مدعيا المعرفة 
وذلك بالطبع لألحق قائمة النفوس المنجذبه له
الى قائمة نجاحاتى الشخصية .
وكانت المبررات تتبارى لإقناعي أن هذه التداعيات منطقيه

والجميع يفعلون هكذا وتمنطق فكرى الواهم بهذه الأساليب المختلقة
لتحقيق نجاحات وطموحات وأمجاد مزيفة .
وذات يوم بدأت جروح روحي في التفاقم وخرج منها صديدا فاسدا 

لدرجه أنني انتفضت من رائحته الكريهة أيقنت حينها خيانتي 
التى أوهمني عدوى أنها خيانة مشروعة 
والتي تصلح وتسلك في طرق مجتمعنا الفاسد الذي نعيش فيه
رغم علمى المسبق بأن اقصر الطرق الى النجاح هو الامانة والصدق 
ولكننى مع زمرة التداعيات تناسيت ذلك باغيا الشهرة والمجد البائد
سارعت حاملا جراحي المتعددة في طلب النجدة الإلهية

طالبا شفاء هذه الجراحات وأغمضت أجفان عيوني لأترك لذاك الملك 
الذى سبق وتحدثت عن محبته يداعب بأصابعه جراحاتي بلطف عجيب ويشفى
  الواحد تلو الأخر ورغم خيانتي الواضحة وضوح الضوء وسط الظلام ،
إلا أن محبة الملك العارمة تغلبت عليها وتفوّقت علي زمرة أفعالي الملوثة .
 
ووجدته يهمس بأذاني بكلمات لها وقع عجيب على نفسى المضطربة : 

 
يا من أحببتك لا تخن عهدي تمسك به 

لا يوجد ما يسمى بخيانة مشروعه
فالخيانة واحدة مهما تعددت المبررات
  مهما صعبت الظروف.
ثق أن حفظت عهدي لن تخذل
فنجاحك معى مضمون حتى ولو كان فى نظر الآخرين فشل مضنى 
فانا املك القدرة فى تحويل كل فشل الى نجاح مبهر
سأبلسم جراحك المؤلمة والغائرة واجعل منها علامات مضيئة فى روحك 
سأقودك ، واقوي عودك واشدد أرجلك لتطأ على الأرض بكل قوة لتهزم أعدائك
سأنصرك حبيبي على ذاتك على طموحاتك الفانية 
وازرع داخل قلبك اشتياقات روحيه تبهج روحك وتنعش نفسك
فأنت لى و رسمك محفور على كفى بدم سبقت وسفكته لأجلك
فمن يمسك يمس حدقة عينى، وشعر رأسك محصى عندى .. 
والأن محبوبى .. أسألك .. اتحبنى ؟؟
 
حينئذ أغرقت عيونى الدموع وصرخت أنت تعلم يارب أنى احبك 

فأنت جابلي أنت عائلى أنت قوتى وأنت نصرتى 
فتحنن على ولا تعاملنى ككثرة خيانتى
بل ككثرة مراحمك التى لا تزول
فمراحمك سيدى كرمل البحار وكقطرات الأمطار
فأمطر على بمراحمك التى لا تزول
وبمحبتك التى لا تفنى 
وقوينى حتى لا ارجع
الى مفهوم الخيانة المشروعة
 
التوقيع : بهاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق